عائلات الرهائن تحذّر نتانياهو من تفويت "فرصة تاريخية" للإفراج عنهم
عائلات الرهائن تحذّر نتانياهو من تفويت "فرصة تاريخية" للإفراج عنهم
دعت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، اليوم الجمعة، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إلى اغتنام ما وصفوه بـ"الفرصة التاريخية" للإفراج عن ذويهم، محذّرين من أن تفويتها "سيكون وصمة عار أبدية"، وذلك في وقت يختتم فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولته في المنطقة.
وقال منتدى عائلات الرهائن في بيان: "استيقظنا بقلوب ثقيلة وقلق بالغ في ضوء التقارير عن هجمات متزايدة على غزة، والاختتام الوشيك لزيارة الرئيس ترامب للمنطقة"، معتبرين أن الحملة العسكرية الإسرائيلية المتصاعدة قد تقوّض الجهود الدبلوماسية الممكنة للإفراج عن الرهائن.
وشدد البيان على أن "تفويت هذه الفرصة التاريخية سيكون فشلاً مدويًا يوصم بالعار إلى الأبد"، في رسالة مباشرة إلى نتانياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية وخارجية بسبب استمرار احتجاز العشرات من الرهائن في غزة، منذ الهجوم غير المسبوق الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر 2023.
غارات إسرائيلية مكثفة
وفي السياق، أعلن الدفاع المدني في غزة استشهاد أكثر من 50 شخصاً في غارات إسرائيلية ليلية، وذلك بالتزامن مع تصعيد عسكري واسع النطاق من الجيش الإسرائيلي، أعقب موافقة الحكومة على خطة للسيطرة الكاملة على القطاع خلال الشهر الحالي.
من جهته، أصدر منتدى "تكفا"، وهو تجمع أصغر لعائلات بعض الرهائن، بياناً منفصلاً أكد فيه أن "التقارير الصباحية عن تكثيف الغارات تشير إلى أن التصعيد العسكري هو التوجّه السائد"، داعياً إلى تنسيق بين الضغط العسكري والدبلوماسي، بالإضافة إلى فرض حصار تام يشمل قطع المياه والكهرباء، في محاولة لإجبار حماس على إطلاق سراح جميع الرهائن دفعة واحدة.
وحتى اليوم، من أصل 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، لا يزال 57 رهينة في قطاع غزة، بينهم 34 شخصاً أعلن الجيش الإسرائيلي مصرعهم أثناء الاحتجاز، وفق البيانات الرسمية.
إفراج عن رهينة أمريكي
وجاءت هذه التطورات بعد أن أُفرج الثلاثاء عن عيدان ألكسندر، آخر الرهائن الأحياء من حاملي الجنسية الأمريكية، عن طريق اتصالات مباشرة بين إدارة ترامب وحركة حماس، في خطوة أعادت الأمل بإمكانية تحقيق تقدم عبر المسار الدبلوماسي.
لكن مع تصاعد الهجمات وتزايد عدد الضحايا في غزة، تخشى العائلات أن يكون هذا الأمل في طريقه للتبدّد، إن لم تتحرك القيادة السياسية الإسرائيلية بجدية، وتتفاعل مع المبادرات الدولية التي يبدو أن زيارة ترامب كان يمكن أن تدفعها إلى الأمام.
ولا تزال معاناة الرهائن وأسرهم ملفاً مفتوحاً في المشهد الإسرائيلي، وسط انقسام داخلي بين من يدعون إلى التصعيد ومن يطالبون بوقف إطلاق النار وفتح قنوات تفاوض مباشرة.
وبينما ينهي الرئيس الأمريكي زيارته للمنطقة، تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كانت هذه "الفرصة التاريخية" للإفراج عن الرهائن ستُغتنم، أم ستضيع وسط ألسنة النار المتصاعدة في غزة.